كانت هدى طفلة صغيرة تحمل ذلك القلب البريء الذى لم تعبث به بعد يد الحياة تملك الكثير من الحب والامل . . . يتخلل جسدها لصغير النشاط والحيوية تحمل بحقيبتها الكثير والكثير من الاحلام ليس لها فقط بل بما تحلم به لاصدقائها ولقريتها الصغيرة بل تخطى حلما القريةالى ان شمل وطنها باكمله فهي صغيرة السن حقا الا ان احلامها وامالها ليس له حدود وما أخذت هدى تنمو . . . وتكبر سنه تلو الاخرى حتى إكتشفت ان احلامها تسربت من حقيبتها فقد فرغت الحقيبة تماما فمع كل يوم يمضى يسقط احد احد احلامها ويصطدم بالواقع ليسحقه صخر الحياة ويجعله رماد تتطايره الرياح وتبعثره حتى تسريت احلامها وتبدد امالها ولم يعد يملآ ذلك الحب قلبها بل اخذ مكانه السخط والنقمة على الحياة اخذت تسأل نفسها هل الحياة فى ذاتها نوع من العقاب ؟! رجعت بذاكرتها قليلا تسترجع وتسرد تلك الاحلام التي كانت يوما تمتلكها . . . فاول حلم سقط منها كان افضل احلامها واقساهم سقوطا الا وهو والدها والذى توفى فى لك العام الى كان عامها الاول فى المدرسة والتي حلم لها وحلمت معه بأن يراها طبيبة تساعد فقراء قريتها ولا تمص دمائهم فى اجرها وعلاجها كما يفعل معظم الاطباء الآن والذين لا يشغلهم حالة المريض المادية وكان اول حلم سقط تبعه باقي الاحلام فى الهروب والسقوط من حقيبتها لياتي سفر والدتها الى اهلها فى المنيا وزواجها من قريب لها بعد إنتهاء عدتها لتتركها مع جدتها لابيها وحضانة أعمامها ومرت السنون وهدى مازالت تستشعر ألـــــــم فراق والدها وهجر والدتها حتى جاء ذلك اليوم الذى توفت فيه جدتها وهى فى الصف الثالث الاعدادي لتبداء مرحلة جديدة من المعاناة وسقوط ما بقى من احلامها عندما تصارع أعمامها على حضانتها ليس حبا لها ولكن لانها مازالت قاصرا تحت يدها نصيب ابيها من المنزل الريفي البسيط ومعاش والدها وبعد الكثير من المشاحنات تولى الوصاية احدهم والذى اخذ يتحكم فيها فهو غير متزوج فكانت هدى بمثابة عاملة عنده بلقمتها وإيوائها وأخذت هدى تحاول ان تقهر ظروفها لتنقذ ما بقى لها من أحلام إلا ان الحياة أبت ان تحقق لها شيء فما ان دخلت هدى المرحلة الثانوية حتى ظهرت عليها علامات الانوثة وأخذ الخطاب يتركون باب عمها طلبا ليدها فكان هناك من يرفضه عمها لانه لا يعجبها وهناك من تستطيع هدى طرده دون علم عملها ليتسنى لها انقاذ حلمها الاخير فى ان تكمل تعليمها وتصبح طبيبة الا ان القدر كان مخبأ لها شيئا أخر فقد لها صديق عمها والذى يحبه عمها ويفضله وعندما لجئت هدى الى عمها الآخر لينقذ حطام احلامها وجدت عنده حل اقسى . . . فقد تقدم أخ زوجته لخطبتها وهو مطلق ولديه أولاد وعمها منحاز له نزولا لرغبة زوجته وهكذا كان على هدى ان تختار بين أمرين احلاهما مر مابين عريس عمها الى يحبها كثيرا ووعدها بان يدعها تكمل دراستها عنده وبين الاخر الذى هالها مجرد تفكيره فى خطبتها وبعد الكثير من حالات الرفض والاكتئاب والمشاحنات ومحاولات إقناعها وانقسام اعممها الى مؤيد ومعارض لهذا وذاك خضعت هدى لوصاية عمها وتزوجت من احمد صديق عمها وكانت تشعر بداخلها انها بهذه الزيجة تكون قد هرب حلمها الاخير من قبضتها ولم يبقى فى الحقيبة سوى الهواء وذكرى احلام فبعد الزواج لم تأخ سوى الثانوية حتى حملت فى طفلتها الاولى لتترك التعليم برمته وتتفرغ لتربية طفلتها التي قررت أن تطلق عليها أسم أحلام . ز . وبعد لحظات تنهدة هدى عندما انتبهت لصوت ابنتها وهى تناديها (ماما انا هربت من يوسف ابن عمى كان عايز ييجى معايا وطنط دخلت بيه الاوضه علشان تخبيه وانا هربت وجيت ) إبتسمت هدى وحضنت أحلامها الهاربة .
السبت، 21 مارس 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
29 التعليقات:
ما اجمل هذه القصة الرائعة .
بجد تسلم ايديك .
تحياتى ،،
نفرتارى
حمد الله على سلامتك انتى طولتى الغياب قوى
كم منى تمنى ان يلاقى احلامه وان ياخذها فى احضانه ولكن قد تكون الدنيا تصعب من تحقيق الحلم
طول غيابك
وحشتيني جدا جدا
قصه جميله جدا
بجد
صعبه
لكن اجمل مافيها
احتضانها للاحلام الهاربه
ملحوظه
صححي بعض الاخطاء الاملائيه
خالص حبي وودي
كالعادة .. تبهرنا مهارتك الادبية والكتابية
انما انا ليا تعليق
مش عارفة ايه ارتباط تواجد الاهل معنا بالاحلام
فان كانوا احلام
فنحن نعلم انه في يوم من الايام سوف نفقد هذه الاحلام
او
بصي انا مش عارفة اوصلك اللى وصلني لما قرات ان اول حلم كان ليها اللى فقدته كان والدها وتلاه والدتها التي فارقتها للزواج
بس انا حسيت ان فيه حاجة مش راكبة على بعضها في الحتة دي
يا ترى فهمتي حاجة مني ولا ...
:)
ربنا ييسرلك امورك ويوفقك
وابقي طمنيني عليكي يا قمر
برافوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
بلاش كلام عن الاحلام
خصوصا مع جو الاكتئاب العام
قصة ..... رائعة
تحياتي
فلتحاول هدى أن تعيش أحلامها في أحلام فإن كانت هدى فقدت السند والمعين فإن أحلام لديها أماً تمتلك مخزوناً هائلاً من المشاعر والأحلام إسمها هدى
رائعه كالعاده
نفرتارى
شكرا لمرورك وتعليقك
نورتى ياقمر
دمتى بود
تحياتى
رومانسى
الله يسلمك واسفة جدا على الغياب
ولازم تتأكد انه كان مش بإيدى لان اللى يدخل عالمك صعب يخرج و حتى يغيب
معك حق بنتكنى نضم الاحلام ونحافظ علها ونحميها من الهروب والتسرب ولكن
ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
دمت بود
تحياتى
حنان
ربنا يخليكى ياقمر والله وانتو وحشتووووووووووووووونى جدا جدا
وكنت دايما بفكر فيكم وبحاول ارجع لكم تانى
عموما انا مبسوطة ان القصة عجبتكم وان شاء الله هصحح الاخطاء اللى السرعة فى الكتابة وعدم المراجعة وقعتنى فيها
دمتى بود ياقمر
تحياتى
بنت أبيها
ازيك عامله ايه
لازم يعنى تعلقى طيب
بصى ياستى
الحلم كان فى مشاركة الاهل لها فى تحقيق احلامها فوجودهم وفرحهم لها عند النجاح فى كل مرحله حلم وجودهم اثناء اختيارها لشريك حياتها مساندتهم لها عموما جزء من احلامها فالموت والفاق لا دخل لنا فى وقوعهم لذا فهى ترى ان مجرد وجودهم معاها خلال دربها حلم وكأنها تريد لهم الخلود والابديه فى الحياة وعدم الانفصال
اتمنى انى اكون وضحت المقصود ولو مش واضح يبقى مشيها المعنى فى بطن الكاتب
ههههههههههههه
نورتى ياقمر
تحياتى
ابو عمار السويفى
شكرا على مرورك
وتعليق الذى يتسم بالايجاز والبساطة
دمت بخير
تحياتى
طعمية سخنة
هههههههههههه
يمكن هروب الاحلام او الهروب الى الاحلام هو ما بقى لنا فاختار ايهما شئت لتخرج من جو الاكتئاب
نورت
تحياتى
محمد فوزى
معك حق فقد تكون احلام عوضا عن احلام
وما سلبها احلام الا ليعطيها احلام افضل
شكرا على مرورك وتعليقك
نورت صفحتلى المتواضعة
دمت بود
تحياتى
السلام عليكم ورحمة
الله تعالى وبركاته
يقول تعالى فى
كتابه العزيز
(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا)صدق الله العظيم_النساء-اية9
ليتذكر كل وصىّ ان من أُودع عنده هو
مسئوليةكبيرة يُسأل عنها يوم القيامة
وليس متاعااو رزقا ساقه الله اليه ليتنعم به وبخيراته.
حسبنا الله ونعم الوكيل
فيمن لايؤدى حق هذه الامانة
لعل الله يعوض لها
بعض احلامها الهاربة
فى شخص ابنتها الصغيرة.
قصة جميلة اوى
أن كنت لم أقل
هذا بعد جميلة جداً.
حمدلله على السلامة ولو انها متاخرة اوى
واعتذر لك عن التاخير
والغياب ايضا
وان شاء الله قريبا ساعود
ياااااه يا جنى
القصة أكثر من رائعة
وفكرتها عجبتنى جداً
وأحلى شىء إنك تجمعى كل أحلامك الهاربة ويعوضهالك حضن حنون تحتضنيه لأبنتك
التى هى عمرك كلة
دمت مبدعة ومتألقة كعادتك
تحياتى
عاشقة الورد
قصتك جميله وتحمل فى طياتها كثير من الشجن وخصوصا عندما نقف مكتوفى الايدى واحلامنا تتسرب من ايدينا
قد تتحقق احلامها فى احلام صغيرتها ولكننى ارى انها ايضا ان تحقق احلامها الشخصيه ايضا بشئ من الاصرار والمثابرة
لكى كل الحب
norahaty
معكى حق فيما قلتى
شكرا على مرورك وتعليقك الجميل
نورتى
تحياتى
اسماء واحلام فى وجدانى
ولايهمك
شكرا على المرور
تحياتى
صدى الصمت
شكرا على مرورك وتعليقك الرقيق كرقتك
دمتى بود
تحياتى
بس وخلاص
معك حق فما اصعب ان نقف عاجزين مكتوفى الايدى لانملك القدرة عن ماية احلامنا من الهروب
عموما نورتى ياقمر وربنا يوفقك ويحق احلامك
تحياتى
والله القصة جميلة جدا
بس أكيد في حاجة حلوة الدنيا مش كلها أطراح
لا في أفراح
دي اول مرة أزور مدونتك بس إن شاء الله أكون من المتابعين لها
ويبقى التواصل
حلوة اللقطة الأخيرة اللي في القصة
وإن كان يبدوا إن الزوج ليس بالشخص السيء حسب سياق القصة .. وبرضه ماحدش عارف المستقبل فيه إيه؟ ممكن تتغير الظروف والحال يتعدل وترجع تكمل دراستها تاني ولو حتى بعد سنين طويلة .. ما فيش شيء مستحيل
انا ملحقتش اقرامعنديش وقت الأن بس حبيت أترك بصمتى حتى أتمكن من التعليق على الأحلام الهاربه بس يا ترى هتهرب وتروح فين
صعب قوي
ان الواحد يضيع احلامه
بس لازم الواحد يجدد
مش يسيب الحقيبه تفضي كده
لا كل ما يقع حلم يحلم غيره
اسلوبك حلو قوي
تحياتي ليكي
قصة جميلة جداً ورائعة كعادتك
دمت بكل الود
إرسال تعليق