السبت، 21 مارس 2009

أحــــــــــــلام هاربة

كانت هدى طفلة صغيرة تحمل ذلك القلب البريء الذى لم تعبث به بعد يد الحياة تملك الكثير من الحب والامل . . . يتخلل جسدها لصغير النشاط والحيوية تحمل بحقيبتها الكثير والكثير من الاحلام ليس لها فقط بل بما تحلم به لاصدقائها ولقريتها الصغيرة بل تخطى حلما القريةالى ان شمل وطنها باكمله فهي صغيرة السن حقا الا ان احلامها وامالها ليس له حدود وما أخذت هدى تنمو . . . وتكبر سنه تلو الاخرى حتى إكتشفت ان احلامها تسربت من حقيبتها فقد فرغت الحقيبة تماما فمع كل يوم يمضى يسقط احد احد احلامها ويصطدم بالواقع ليسحقه صخر الحياة ويجعله رماد تتطايره الرياح وتبعثره حتى تسريت احلامها وتبدد امالها ولم يعد يملآ ذلك الحب قلبها بل اخذ مكانه السخط والنقمة على الحياة اخذت تسأل نفسها هل الحياة فى ذاتها نوع من العقاب ؟! رجعت بذاكرتها قليلا تسترجع وتسرد تلك الاحلام التي كانت يوما تمتلكها . . . فاول حلم سقط منها كان افضل احلامها واقساهم سقوطا الا وهو والدها والذى توفى فى لك العام الى كان عامها الاول فى المدرسة والتي حلم لها وحلمت معه بأن يراها طبيبة تساعد فقراء قريتها ولا تمص دمائهم فى اجرها وعلاجها كما يفعل معظم الاطباء الآن والذين لا يشغلهم حالة المريض المادية وكان اول حلم سقط تبعه باقي الاحلام فى الهروب والسقوط من حقيبتها لياتي سفر والدتها الى اهلها فى المنيا وزواجها من قريب لها بعد إنتهاء عدتها لتتركها مع جدتها لابيها وحضانة أعمامها ومرت السنون وهدى مازالت تستشعر ألـــــــم فراق والدها وهجر والدتها حتى جاء ذلك اليوم الذى توفت فيه جدتها وهى فى الصف الثالث الاعدادي لتبداء مرحلة جديدة من المعاناة وسقوط ما بقى من احلامها عندما تصارع أعمامها على حضانتها ليس حبا لها ولكن لانها مازالت قاصرا تحت يدها نصيب ابيها من المنزل الريفي البسيط ومعاش والدها وبعد الكثير من المشاحنات تولى الوصاية احدهم والذى اخذ يتحكم فيها فهو غير متزوج فكانت هدى بمثابة عاملة عنده بلقمتها وإيوائها وأخذت هدى تحاول ان تقهر ظروفها لتنقذ ما بقى لها من أحلام إلا ان الحياة أبت ان تحقق لها شيء فما ان دخلت هدى المرحلة الثانوية حتى ظهرت عليها علامات الانوثة وأخذ الخطاب يتركون باب عمها طلبا ليدها فكان هناك من يرفضه عمها لانه لا يعجبها وهناك من تستطيع هدى طرده دون علم عملها ليتسنى لها انقاذ حلمها الاخير فى ان تكمل تعليمها وتصبح طبيبة الا ان القدر كان مخبأ لها شيئا أخر فقد لها صديق عمها والذى يحبه عمها ويفضله وعندما لجئت هدى الى عمها الآخر لينقذ حطام احلامها وجدت عنده حل اقسى . . . فقد تقدم أخ زوجته لخطبتها وهو مطلق ولديه أولاد وعمها منحاز له نزولا لرغبة زوجته وهكذا كان على هدى ان تختار بين أمرين احلاهما مر مابين عريس عمها الى يحبها كثيرا ووعدها بان يدعها تكمل دراستها عنده وبين الاخر الذى هالها مجرد تفكيره فى خطبتها وبعد الكثير من حالات الرفض والاكتئاب والمشاحنات ومحاولات إقناعها وانقسام اعممها الى مؤيد ومعارض لهذا وذاك خضعت هدى لوصاية عمها وتزوجت من احمد صديق عمها وكانت تشعر بداخلها انها بهذه الزيجة تكون قد هرب حلمها الاخير من قبضتها ولم يبقى فى الحقيبة سوى الهواء وذكرى احلام فبعد الزواج لم تأخ سوى الثانوية حتى حملت فى طفلتها الاولى لتترك التعليم برمته وتتفرغ لتربية طفلتها التي قررت أن تطلق عليها أسم أحلام . ز . وبعد لحظات تنهدة هدى عندما انتبهت لصوت ابنتها وهى تناديها (ماما انا هربت من يوسف ابن عمى كان عايز ييجى معايا وطنط دخلت بيه الاوضه علشان تخبيه وانا هربت وجيت ) إبتسمت هدى وحضنت أحلامها الهاربة .

آخر مواضيع المدونة . . .

 

ألـــــــــــــــــــــــم قلـــــــــــــــــم © 2008. Design By: SkinCorner