الأحد، 23 نوفمبر 2008

المعذبون في الأرض

جملة كثيرا ما ترددت على مسامعي لم أكن أفهم المقصود بها تماما فغالبا ما كنت أعتقد أنها تعنى الفقراء وذلك لحداثة سنى ففي وجهة نظري من سيكون أشد عذابا ممن يحتاج الى قوت يومه ولا يجده لضيق ذات يده ، أو من سيتعذب أكثر من اب لا يستطيع أن يوفر لأبنائه ما هم فى أمس الحاجه اليه وكيف سيعذبه ذلك الشعور بالعجز عن تلبية إحتياجاتهم ؟ ؟ ؟ولكنني الآن أيقنت أن هناك من وإن لم يفوقونهم عذابا فعلى الاقل يجارونهم فى شدته ومنهم **المظلومين** نعم فعذاب المظلوم عذاب من نوع آخر نوع مختلف فما أقسى ذلك الإحساس عندما يقع عليك ظلم بائن وتذهب إلى من يفترض بهم إنصافك وإعادة الحقوق المسلوبه إليك فتجدهم هم أيضا قد باعوا ضمائرهم وتحالفوا مع الشيطان فتعود صفر اليدين يملاك الحزن والالم يعتصر قلبك فقد تخاذل عنك من وضعوا لحمايتك ولإنصافك أنت وأمثالك من المصحونين فى الدنيا ولكن يجب عليهم أن ييقنوا أنه إذا تحالفت شياطين الأرض فلا سبيل إلا عدالة السماء فليتجهوا الى الله وليدعوه بأن ينصفهم وليعلموا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ولتطمئن قلوبهم فالاعداله الإلهية أرحم وأعظم بكثير . . . وهنــــــــاك معذبون من نوع أخر يظهرون عندما ترى من تحب وقد اطلته يد المرض التي لاترحم وهى تنزع من عينيه بريق الامل فى الشفاء وتسرق من شفتيه تلك الإبتسامة التي طالما أضاءت لك حياتك فكم أحببت إبتسامته ولكنك اليوم تراها وقد خضعت لأنياب المرض وحولت تلك الملامح الطفولية الى ملامح كهل تكسوها الصفره والإرهاق ويسكنها ذلك الحزن الذى غير معالمها تسمعه وهو يئن ويتألم من شدة المرض لا تُسكن آلمه الادوية فقد إعتادها ولم يعد لها ذلك المفعول السحري عليه والذى كان موجود مسبقا وهو يتألم . . . ويتألم وأنت تقف كالعاجز مكتوف اليدين لا تملك إلا البكاء ذلك البكاء الذى نجيده جميعا نحن البشر ونكاد لا نجيد غيره . . . فمـــــــــــــــــــا أقســــــــى ذلك الشعــــــــــــور عندما تعجز عن دفع يد المرض عن من تحب . . . آه كم هو شعور مؤلم لايمكن لقاموس اللغات أن تصف ولو جزء بسيط منه فليس بها تلك الحروف التى تستطيع وصف تلك المعاناة وذلك الإحساس الذى لا يدركه إلا من ذاق مرارة التجربة وتجرع آلمها . . . فقد يصل بك شعورك بالعجز وألم وعذاب من تحب الى اللجوء الى الدعاء عليه بالموت . . . نعم الموت ولكم أن تتخيلوا حجم المعاناة التي تصل بالانسان الى هذا الحد تمنى الموت . . . ولمن ؟ ؟ لمن يحب ويتمنى أن يقضى العمر بجانبه هو ذاته نفس الشخص الذى يتمنى موته الآن حتى يتخلص من عبء المرض الذى أثقل بدنه الضعيف وأرهقه ذلك الالام الذى لا يمله أبدا فيد الموت أرحم بكثير بذلك البدن الذى تعبث به يد المرض . . . ورب الكعبة إني لأجد ذلك النوع الأخير من العذاب هو أكثر ألما فما يكون لشخصك أهون بمراحل مما يكون فيمن تحب وأنا لا أقول ذلك من فراغ بل عن تجربة حيه ذقت مرارتها حتى جاء قضاء الله وكان الموت ورحمة الله تسبقه . . . الآن وبعد الكثير من التجارب إكتملت لدىّ قناعة بأن هنــاك كثيرين نستطيع أن نطلق عليهم مصطلح ( المعذبون فى الأرض) فكثيرين يتعذبون ليل نهار لأسباب كثيره فالعذاب ليس حكرا على أحد بل هو مِلك الجميع أو بالأحرى يَملك الجميع فكلنا معذبون بطريقة أو بأخرى وأعتقد أن المصطلح المناسب الآن هو *** أرض المعذبين***

0 التعليقات:

آخر مواضيع المدونة . . .

 

ألـــــــــــــــــــــــم قلـــــــــــــــــم © 2008. Design By: SkinCorner